موقع رسمی لقبیلة بنی سعید
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


تاریخ قبیلة بنی سعید فی ایران و عالم العربی
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 هجرات القبائل والعشائر والحواضر إلى مملكة المنتفق وأسبابها

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
شاکر بنی سعید
Admin
شاکر بنی سعید


المساهمات : 227
تاريخ التسجيل : 13/05/2013
العمر : 57
الموقع : منتدیات قبایل العربیه -قبیلةبنی سعید فی ایران وعالم العربی

هجرات القبائل والعشائر والحواضر إلى مملكة المنتفق وأسبابها  Empty
مُساهمةموضوع: هجرات القبائل والعشائر والحواضر إلى مملكة المنتفق وأسبابها    هجرات القبائل والعشائر والحواضر إلى مملكة المنتفق وأسبابها  I_icon_minitimeالجمعة مايو 17, 2013 4:18 pm


هجرات القبائل والعشائر والحواضر إلى مملكة المنتفق وأسبابها تتنوع أصول قبائل المنتفق بشكل يثير الدهشة بحيث أنه يوجد في هذا الاتحاد قبائل وعشائر من معظم الأصول العربية، ويرجع السبب في ذلك إلى تشجيع الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق (آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف بـ آل شبيب) لسياسة الهجرة للقبائل والعشائر العربية إلى دولتهم، يصف مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي كثرة الأصول التي ترجع لها قبائل وعشائر المنتفق وكأنه جزيرة العرب مالت إلى العراق بكل تنوع أصول قبائلها، كتاب عشائر العراق، ج4، قسم امارة المنتفق، ص:28 (((وعشائر المنتفق من حيث العموم (عدنانية). سكنت العراق من القديم توالي ورودها، وتكاملت وكأن جزيرة العرب مالت إلى أنحاء العراق، وجدتها مفتحة الأبواب. ويتخلل هذه عشائر قحطانية من زبيدية وحميرية عاشت معها، واكتسبت أوضاعها إلا أن الاكثرية الساحقة عدنانية. ويطلق عليها (عشائر المنتفق).))).

أما أسباب تشجيع الهجرة إلى المنتفق فأهمها مواجهة الضغط العسكري للقوتين العظمى في المنطقة والمجاورتين لمملكة المنتفق (العثمانيين والفرس)، حيث استطاعت أسرة السعدون الأشراف وقبائلهم وعشائرهم (القديمة والمهاجرة) أن يشكلوا درعا قويا تكسرت عليه الكثير من الحملات العثمانية والفارسية، يذكر المؤرخ يعقوب سركيس، في كتابه مباحث عراقية، ق 3 (((ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلوا بهم الهزائم))).

ومن الأسباب المهمه أيضا لسياسة تشجيع الهجرة هو محاولة المحافظة على عروبة العراق بوجه العثمانيين والفرس وسياساتهم التي كانت تهدف إلى ازالة مظاهر العروبة من العراق، يذكر الشيخ والمؤرخ علي الشرقي عام 1929 م، في كتابه ذكرى السعدون، وذلك عند حديثه عن المخلفات الثمينة التي تركتها امارة السعدون، ص: 29 (((العروبة بكل مظاهرها حتى انك إذا الغت العراق تجد الكردية غالبة على الموصل والتركية بادية في بغداد والفارسية متمكنة من النجف وكربلاء ولكنك تجد البصرة وبلاد المنتفق عربية بكل مظاهر العربية الصالحة وذلك بسبب تلك الامارة العربية التي تغلبت على كل المظاهر الغير عربية وصبغتها بصبغة العروبة))).

وقد بدأت أسرة السعدون الأشراف بهذه السياسة بشكل واسع منذ عهد حاكم مملكة المنتفق الأمير محمد بن مانع بن شبيب آل شبيب (والد الأمير سعدون الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا)، يذكر الدكتور حميد بن حمد السعدون في كتابه امارة المنتفق وأثرها في تاريخ العراق والمنطقة الأقليمية 1546 م – 1918 م، ص: 92(((وقد بدأت هذه السياسة منذ الأيام الأولى لامارة – محمد المانع – حيث سعوا لجذب أغلب عشائر نجد العربية نحو العراق، بعد أن تيقنوا مايتعرض له العراق من ضغوط ومن جهتين (العثمانيون والفرس)، الأمر الذي لايمكن مقارعته والحفاظ على عروبة العراق دون الاكثار من القبائل العربية النسب والأصل... ولابد ان نضيف أن بادية المنتفق مفتوحة، لذلك كانت أقرب الديار للهجرات الواسعة للقبائل من شبه الجزيرة العربية، لأسباب سياسية أم أقتصادية أم اجتماعية، وعليه نجد صلة القرابة بين قبائل نجد والمنتفق واسعة، لأن أغلب عشائر المنتفق قبائل نجدية أو حجازية. كما أن الجدب والركود الاقتصادي والحياة القاسية سمات طبعت حياة قبائل نجد، يقابلها على أرض العراق، وفرة مائية وأرض زراعية خصبة ومنتوجات تكفل للحياة البشرية ديمومتها... ان حسن الاستقبال الذي مارسته امارة المنتفق مع القبائل النازحة إليها، واقطاعهم الأراضي الزراعية ومراعي الماشية، قد وازن المعادلة التي كانت المنتفق تخشاها، بازدياد حجم اعدائها من غير العرب... ومن يدقق في العشائر التي استطاعت امارة المنتفق أن تجعلها تنصهر وتتفاعل في بوتقة اتحادها، تعزيزا لنهجها العربي الساعي للكرامة والاستقلال، لامتلك بين يديه قائمة طويلة بأسماء هذه العشائر، ولاتضح لديه مدى الجهد الذي بذل في تعزيز نفوذ هذه الامارة العربية، والذي لم تبخل فيه عشائرها في تقديم أغلى المهور من أجل طموحها وكرامتها، مما أبقى هذه الامارة لأكثر من (350) عاما، تناطح جميع من أراد ايذاءها، وفي المقدمة منهم (العثمانيون) والذين لم يبذلوا من جهد في كل محاولاتهم وجهودهم لإسقاط الإمارات المستقلة، مثلما بذلوه مع امارة المنتفق))).

يشير عبد الكريم محمد علي في كتابه تاريخ مدينة سوق الشيوخ إلى هذا الجانب (سياسة تشجيع الهجرة من قبل أسرة السعدون الأشراف) وذلك عند حديثه عن التطورات السياسية والأجتماعية التي حدثت في عموم جنوب العراق وفي مرحلة تأسيس الأمير ثويني بن عبد الله لعاصمة مملكة المنتفق سوق الشيوخ وتشجيعه للهجرة لها وللمنطقة المحيطه بها وهي السياسة التي تابعه بها حكام مملكة المنتفق الذين حكموا بعده، ص: 26 (((حدوث هجرات متتالية، من القبائل العربية من نجد ومن عموم الجزيرة العربية إلى هذه المنطقة الوافرة المياه، والترحيب بهم من قبل شيوخ المنتفك (آل سـعدون) واحلالهم بما يليق بكرامة العربي، واقطاعهم الاراضي على ضفتي الفرات، للزراعة الموسمية والبستنه، ومن بينهم من كان يحسن زراعة النخيل، ممن جاء من جنوب الجزيرة العربية – من الأحساء والقطيف – وهكذا نشأت بساتين النخيل على الضفتين وازدهرت الزراعة))).

لم تقتصر هذه السياسة في التشجيع على الهجرة على القبائل والعشائر البدوية أو التي تمارس الزراعة (التي كانت تنضم إلى اتحاد المنتفق القبلي) بل اتسعت لتشمل سكان المدن من الحاضرة (التي كانت تنضم إلى مملكة المنتفق خارج اطار اتحاد المنتفق القبلي) وتتضح آثار هذه السياسة في عهد حاكم مملكة المنتفق الأمير ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع آل شبيب (حفيد الأمير محمد بن مانع وابن أخ الأمير سعدون بن محمد الذي عرفت باسمه الأسرة لاحقا) والذي يعد أبرز من دعم هذه السياسة وشجع عليها، حيث كان يتواجد معظم المهاجرين إلى العراق من حواضر نجد في المناطق التابعة لمملكة المنتفق في عهده(اما في العاصمة مدينة سوق الشيوخ أو بلدة الزبير)، يذكر أهل نجد المقيمون في العراق في فترة حكم الأمير ثويني بن عبد الله، المؤرخ والشاعر خالد الفرج المعاصر للملك عبد العزيز (مؤسس الدولة السعودية الثالثة)، وذلك عند حديثه عن سليمان باشا والي بغداد (في القرن الثامن عشر) وعن المساعدة التي قدمها له حاكم مملكة المنتفق الأمير الشريف ثويني بن عبد الله، ويذكر المؤرخ بعض القبائل والحواضر التابعه للأمير ثويني بن عبد الله وهم عرب المنتفق وشمر العراق وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير، كتاب الخبر والعيان في تاريخ نجد، ص: 203 (((وساعده على ذلك عرب المنتفق وشمر العراق، وأهل نجد المقيمون في العراق والزبير ومتولي كبرهم ثويني بن عبد الله بن محمد بن مانع الشبيبي، وهو هاشمي النسب، ورئاسة قبائل المنتفق ترجع إلى بيتهم من قديم، لأن المنتفق خليط من قبائل شتى تجمعهم رابطة التحالف والمجاورة والمصاهرات إلى أن كونوا قبيلة كبيرة تحكمت في نواحي العراق، وكادت تستقل بحكمه))). وفي عام 1850 م كان معظم سكان عاصمة مملكة المنتفق (مدينة سوق الشيوخ) من المهاجرين من القصيم أو نجد، كما أن معظم سكان عاصمة مملكة المنتفق منذ عام 1892 م (مدينة الخميسية) كانوا من أهل نجد، يذكر مدن مملكة المنتفق مبتدئا بمدينة سوق الشيوخ ثم الخميسية ثم المدن الأخرى، البارون الألماني ماكس فرايهير، كتاب البدو، ج: 3، قسم المنتفق، ص: 610 (((وفي عام 1850 م كان معظم سكانها يتألفون من مهاجرين جاؤوا من شبه الجزيرة العربية (قصمان، ونجادة). أما الخميسية الواقعة جنوب سوق الشيوخ فقد نشأت في حوالي عام 1886 م ويتألف معظم سكانها من النجديين أيضا))).
هجرات قبائل اتحاد المنتفق من مملكة المنتفق وأسبابها

ان السياسات العثمانية (السياسية والأقتصادية) والحروب المتوالية بين مملكة المنتفق والعثمانيين، قد أجبرت العديد من قبائل وعشائر المنتفق على الهجرة خارج أراضيها وخصوصا في القرن التاسع عشر، وقد كان هنالك وجهتين رئيسيتين لهذه الهجرات، الوجهة الأولى كانت منطقة عربستان (حيث شكلت قبائل وعشائر المنتفق ثقلا عدديا كبيرا هناك، لكنها فقدت وحدتها في أراضيها الجديدة)، يذكر هذه الوجهة للهجرات مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، في كتابه موسوعة تاريخ العراق بين احتلالين، ج:7، ص:273 (((ان الخلاف بين أمراء المنتفق، وتنازعهم السلطة من الأسباب المهمة للقضاء على هذه الامارة وتعد كافية لنجاح مشروع الدولة في الاستيلاء على هذا اللواء كما استولت على بابان وغيرها.. ولكن هناك عوائق حالت دون الاتمام وكلفت الحكومة كلفا عظيمة أدت إلى القسوة بالأهلين ومن أهمها تزييد بدلات الالتزام، واقتطاع أقسام من أراضي المنتفق مع الاحتفاظ بهذه الزيادات، فقد ولدت ظلما، وأنتجت ارتباكا، ودعت إلى أن يهرب العدد الكبير من العشائر إلى أنحاء إيران. فكان ذلك التشوش مطلوبا منها، وداعية الكره والحنق عليها، وقتالها بتهالك زائد حبا في الانتقام وأخذ الحيف))).

أما الوجهة الأخرى فقد كانت مناطق العراق العثمانية شمال مملكة المنتفق (ولاية بغداد)، ومن أهم الأسباب للهجرة إلى هذه الوجهة هو مرحلة الافراز حيث التحقت بعض القبائل والعشائر (بتشجيع عثماني) بأقربائهم ممن خرجوا من سلطة مملكة المنتفق ودخلوا بسلطة ولاية بغداد بموجب الاتفاقيات التاريخية بين الطرفين (العثمانيون ومملكة المنتفق) والتي تمت تحت ضغط عثماني عسكري وسياسي وبسبب الصراع على الحكم بين أبناء أسرة آل سعدون الأشراف، وقد ابتدأت مرحلة الافراز عام 1853 م بالتنازل عن لواء السماوة كاملا بكل قبائله وعشائره للدولة العثمانية، يذكر هذه الوجهة للهجرات البارون الألماني ماكس فرايهير في كتابه البدو، ج:3، ص: 403 (((لاسيما أن منطقة المنتفق خرج منها مرارا وتكرارا مهاجرون توجهوا نحو الشمال))).
أسرة السعدون الأشراف - حكام مملكة المنتفق وشيوخ قبائل اتحاد المنتفق
أسرة السعدون - كتاب معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الأسلامي - لزمباور وزير النمسا في البلاط العثماني مابين 1913 م - 1918 م، وهو كتاب للمستشرق النمساوي زامباور يجمع فيه الأسر الحاكمه في التاريخ الإسلامي.
أسرة السعدون - كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث - المؤرخ الأنجليزي ستيفن هيمسلي لونكريك. وقد ذكر المؤرخ في كتابه أربع مشجرات لأربع أسر وهي : أسرة حسن باشا (أسرة المماليك ولاة بغداد والممثلين للدولة العثمانية) وأسرة الجليليين (ولاة مدينة الموصل) وأسرة البابانيين (ولاة امارة بابان في كردستان) وأسرة آل شبيب - آل سعدون (حكام مملكة المنتفق التي تشمل معظم مناطق وقبائل وعشائر جنوب ووسط العراق).

تعتبر أسرة السعدون (آل شبيب سابقا) أبرز أسرة ظهرت بالعراق في الأربع قرون السابقة للحرب العالمية الأولى، فقد أسست دولة في العراق وهي مملكة المنتفق (المشهوره لدى الكتاب المتأخرىن بامارة المنتفق ما بين 1530 م – 1918 م)، وبالأضافة لكون أسرة السعدون الأشراف هي الأسرة الحاكمة في مملكة المنتفق فهي أسرة المشيخة في اتحاد المنتفق، يذكر مملكة المنتفق وقبائلها والأسرة الحاكمه فيها (آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) البارون الألماني ماكس فرايهير في كتابه البدو ويقارن أهمية اتحاد قبائل المنتفق (أكبر اتحاد للقبائل والعشائر شهده العراق تحت مشيخة شيخ مشائخ فعلي) بالقبائل الأخرى في العراق كما يقارن أهمية أسرة المشيخة فيه (آل سعدون الأشراف والتي كانت تعرف سابقا بـ آل شبيب) بأسر المشيخة الأخرى بالعراق، وذلك عند بداية حديثه في قسم المنتفق من نفس الكتاب، ج:3، ص:590 (((مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى))). يذكر المؤرخ جعفر الخياط، عند حديثه عن تفرد أسرة السعدون الأشراف في تاريخ العراق وتحكمها في مقدرات العراق ومصائره لعدة قرون، وذلك في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، ص: 29 (((لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة.فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين. وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانيين، بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة. والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق ،خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال. وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب. وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان، ولذلك كان تصرفاتهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة ،تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الإدارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها))). يذكر يونس الشيخ إبراهيم السامرائي في كتابه (القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق), مناطق حكم آل سعدون (مملكة المنتفق - امارة المنتفق) وهي لواء السماوة ولواء المنتفق (قلب مملكة المنتفق تاريخيا وماتبقى منه يسمى محافظة ذي قار حاليا) وأبو الخصيب ولواء العمارة ولواء البصرة، ص: 177 (((آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا إلى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق، وهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم إلى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب --....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الإنكليزي بقيادة أعجمي السعدون.... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة))).

وقد تقاسمت أسرة السعدون النفوذ بالعراق مع الدولة العثمانية (في جنوبه وأجزاء من وسطه لأسرة السعدون وفي شماله وأجزاء من وسطه للدولة العثمانية بالأضافة للصراع المستمر حول مدينة البصرة بين الطرفين) مماادى إلى الأصطدام بين الطرفين في الكثير من المعارك.. حيث اتبعت الدولة العثمانية العديد من السياسات للقضاء على مملكة المنتفق وحكامها آل سعدون الأشراف (آل شبيب سابقا)، يذكر المؤرخ الشيخ علي الشرقي في كتابه ذكرى السعدون، ص: 23 (((وموقف آل سعدون في نصف العراق وفي كل بادية العراق جلب اهتمام الباب العالي وحول اتجاهه إلى هدم تلك الامارة فكانت مهمة القواد والولاة الاتراك ضعضعة الامارة السعدونية ومناوئتها. كل بدوره وحسب دائرة اختصاصه هذا بالحركات العسكرية وهذا بالتحفظات السياسية وهذا بالشروط المالية وهذا باقتطاع اطراف بلاد الامارة وانترائها من آل سعدون))).

يرجع نسب اسرة السعدون إلى الأشراف آل البيت، وتحديدا إلى الأسرة الهاشمية الحسينية أمراء المدينة المنورة لأكثر من خمس قرون (آل مهنا). وقد كانت أسرة السعدون تعرف بآل شبيب نسبة إلى الأمير شبيب بن الشريف حسن وقد تغير الاسم إلى آل سعدون في منتصف القرن الثالث عشر الهجري وهو نسبة إلى الأمير سعدون بن محمد المقتول من قبل الدولة العثمانية عام 1742 م ونسبه هو :

الأمير سعدون (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير محمد (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير مانع الثاني(حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير شبيب الثاني (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير مانع الأول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الأمير شبيب الأول (حاكم مملكة المنتفق وشيخ مشايخ قبائلها) بن الشريف حسن (مؤسس اتحاد قبائل المنتفق ومملكة المنتفق) بن الشريف مانع بن مالك بن سعدون الأول بن إبراهيم (أحمر العينين) بن الأمير كبش (امير المدينة المنورة) بن الأمير منصور (امير المدينة المنورة) بن الأمير جماز (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة 687 هـ) بن الأمير شيحة (امير المدينة المنورة + امير مكة المكرمة عام 637 هـ) بن الأمير هاشم (امير المدينة المنورة) بن الأمير قاسم (أبو فليته) (امير المدينة المنورة + امير مكة عام 571 هـ) بن الأمير مهنا الاعرج (امير المدينة المنورة) بن الأمير الحسين (شهاب الدين) (امير المدينة المنورة) بن الأمير مهنا الأكبر (أبو عمارة) (امير المدينة المنورة) بن الأمير داود (أبو هاشم) (امير المدينة المنورة) بن الأمير القاسم (امير المدينة المنورة) بن الأمير عبيد الله (امير المدينة المنورة+ امير العقيق) بن طاهر بن يحي النسابة بن الحسن بن جعفر (الحجة) بن عبيد الله (الاعرج) بن الحسين (الأصغر) بن علي (زين العابدين) بن الحسين – – ابن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – –.
دور اتحاد قبائل المنتفق الوطني والنضالي في تاريخ العراق

تعتبر قبائل اتحاد المنتفق وقيادتهم (أسرة السعدون الأشراف – آل شبيب سابقا) أبرز وأكثر من دافع وناضل المحتلين للعراق تاريخيا وخصوصا (العثمانيين والفرس والأنجليز)، يذكر د. طارق نافع الحمداني، في كتابه الخليج والجزيرة العربية بين القرن السادس عشر والقرن العشرين، ص: 176 (((كان لقبائل المنتفق أهمية كبرى في شؤون العراق خلال العصور الحديثة، بخاصة في مقارعة قوى الاحتلال والتسلط الأجنبي))).

ويذكر نضال قبائل المنتفق أمام العثمانيين، مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، كتاب عشائر العراق، ج 4، قسم امارة المنتفق، ص: 27 (((وحالة المنتفق المشهودة في مختلف ايام حياتها خير مثال تاريخي يعين الأوضاع والنفسيات في حب الاستقلال والنضال عنه، والذب عن حريمه. والمهم أن المنتفق ناضلوا نضالا باهرا طوال العهد العثماني. ولو كانوا تسلحوا بالأسلحة الجديدة لحالوا دون آمال الدولة. بل أكسبتها الحوادث المتوالية خبرة، والظروف القاسية تجربة فكم وال خذل، ورجع بالخيبة ،وكانت تعقد عليه الآمال. وتاريخ المنتفق صفحة كاشفة لسياسة العشائر في العراق، تجلت بأظهر أوضاعها. وفيها دراسة عميقة وافية لنفسيات هذه العشائر. ومابلغته))).

يذكر نضال اتحاد قبائل المنتفق في النصف الأول من القرن الثامن عشر، المؤرخ العثماني الشيخ الأديب عبد الرحمن السويدي البغدادي (المولود عام 1721 م)، في كتابه حديقة الزوراء في سيرة الوزراء (((فإن هؤلاء المنتفق، العرب مضرة، عجزت الولاة عن كسر شوكتهم وذلت الوزراء عن درء أذاهم))).

وينقل مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، عن المؤرخ العثماني يوسف عزيز المولوي في كتابه قويم الفرج بعد الشدة – في بداية القرن الثامن عشر وذلك عند ذكر المؤرخ العثماني لنضال قبائل المنتفق أمام العثمانيين، كتاب عشائر العراق، ج 4، قسم امارة المنتفق، ص: 28 (((وكان المؤرخ المولوي قد وصفها بالنظر لأوضاعها في أوائل المائة الثانية للهجرة وماقبل ذلك فقال:" إن عربان المنتفق أصل الفتن والاضطربات في بغداد والبصرة، فهم جمرة الحرب وأشجع العربان، ومنشأ القلاقل... في رؤوسهم المغافر، وعلى أبدانهم الدروع الذهبية"))).

يذكر نضال قبائل المنتفق ودفاعهم عن دولتهم (مملكة المنتفق)، مؤرخ العراق الكبير عباس العزاوي، كتاب عشائر العراق، ج4، قسم امارة المنتفق، ص: 26 (((ولايهمل ماوقع من تدابير متخذة لامر فل القوة أو جعلها بحالة ضعيفة لاتستطيع مقاومة الحكومة أو الدولة في تدابير القضاء على امارتها باقتطاع أجزاء منها من جهة البصرة، ومن أنحاء العمارة، ومن أطراف السماوة لفصل سلطة بعض العشائر. وحوداث ذلك تدعو إلى ماينبه على السياسة المتبعه. أو ماتخذته هذه الامارة من تدابير لدرء الخطر الذي شعرت به، وفي كل هذه تدهشنا ناحية مهمة وهي ان العشائر لم تنفصل عن الامارة، وانما ناضلت معها نضال المستميت ودافعت دفاع الابطال))).

يذكر نضال قبائل المنتفق ضد العثمانيين والفرس، المؤرخ يعقوب سركيس، في كتابه مباحث عراقية، ق 3 (((ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلوا بهم الهزائم))). وأبرز خسارة تلقتها الدولة الفارسية على يد عرب العراق تاريخيا وبدون تدخل عثماني كانت عندما ابادت قوات مملكة المنتفق جيشين فارسيين في معركتين مختلفتين (معركة الفضلية ومعركة أبي حلانة)، يذكر المؤرخ جعفر الخياط في كتابه صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة، ص: 209 (((وكانت الشخصية العربية الأخرى التي يشار لها بالبنان في العراق حينذاك ثويني العبدالله شيخ مشايخ المنتفك، من آل شبيب، الذي أبلى بلاء حسنا، بالاشتراك مع ابن عمه ثامر المحمد المانع، في قتال الفرس حينما جردوا على عشائر المنتفك من البصرة (وكانوا قد احتلوها في عهد كريم خان زند) حملات قوية استطاع المنتفكيون تدميرها عن بكرة أبيها في موقعتي الفضلية وأبي حلانة))). وقد كانت خسائر الفرس في المعركة الأولى تقارب العشرة آلاف مقاتل أما الثانية فقد كانت خسائرهم 15 ألف مقاتل (حسب وصف الرحالة كابر) من بينهم ثلاثة من أخوان حاكم الدولة الفارسية (أحدهم كان قائد الجيش) وقد نتج عن المعركة الثانية تحرير البصرة عام 1779 م (وبدون أي تدخل أو دعم عثماني)، يذكر البارون الألماني ماكس فرايهير فون أوبنهايم تأثير هذا النصر تاريخيا على اتحاد قبائل المنتفق, في كتابه البدو، ج 3، ص: 598 (((لكن الربع الأخير من القرن الثامن عشر أوصلهم إلى قمة من القوة والنفوذ لم تبلغها أي قبيلة بدوية أخرى في العصر الحديث))).

يذكر قتال حكام مملكة المنتفق (آل سعدون الأشراف – سابقا آل شبيب) للعثمانيين والفرس والأنجليز، يونس الشيخ إبراهيم السامرائي في كتابه (القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق)، وذلك بعد ذكره لمناطق حكم آل سعدون (مملكة المنتفق - امارة المنتفق) وهذه المناطق هي لواء السماوة ولواء المنتفق (قلب مملكة المنتفق تاريخيا وماتبقى منه يسمى محافظة ذي قار حاليا) وأبو الخصيب ولواء العمارة ولواء البصرة ،), صفحة 177 (((آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا إلى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق، وهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم إلى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب --....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الإنكليزي بقيادة أعجمي السعدون.... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة))).

عندما دخل الأنجليز العراق عام 1914 م (الحرب العالمية الأولى)، اتخذ الأمير عجمي السعدون حاكم مملكة المنتفق ومعه معظم قبائله جانب العثمانيين (على الرغم من قتل العثمانيين لوالده الأمير سعدون (باشا) السعدون)، وبقي يحارب الأنجليز هو ومعظم قبائل اتحاد المنتفق حتى سقوط العراق بأكلمه في يد بريطانيا العظمى نهاية عام 1918 م، ينقل البارون الألماني ماكس فرايهير، وصف للأمير عجمي السعدون، وذلك في كتابه البدو، الجزء الثالث، (عن فيلبي..الجزء الأول, ص 257)، ص 631 (((كان عجمي أعظم ان لم يكن في الواقع العبقرية العسكرية الوحيدة التي أنجبها العرب خلال الحرب وكانت صفاته تستحق اعترافا أفضل ونجاحا أكبر حظا. وعلى الرغم من أنه كان عدونا لا يمكننا انكار تقديرنا للطريقة والشكل الذين استمر فيهما في خدمة قضية خاسرة ولا مستقبل لها على مدى سنوات الحرب في الصحراء، على الجانب الأخر من الفرات، كان دوما سهما في لحمنا وعاملا توجب علينا أن نحسب له حسابا))).

وفي عام 1915 م أثناء القتال حاولت بريطانيا العظمى استمالة آل سعدون وذلك بعرض الحكم عليهم مقابل التخلي عن جانب الأتراك وهو العرض الذي أرسل مكتوبا من قبل السير بورسي كوكس (الحاكم الملكي لبريطانيا العظمى في العراق) للأمير عجمي السعدون (وما زال أبناؤه يحتفظون بهذه الوثيقة التاريخية) والذي رفضه الأمير عجمي السعدون كليا واستمر في قتال الأنجليز حتى سقطت مملكة المنتفق والعراق، وهذا نص الوثيقه، المنشورة صورتها في كتاب القاموس العشائري العراقي، ج:1، ص437(((شيخ العرب الأمير السعدوني

نبارك النسب السعدوني الهاشمي في الجزيرة العربية وشجاعة أبائكم وأخوانكم ونقدر مواقفكم من الاتراك نعرض عليكم كأمير عربي ونود أن نعلمكم إن الشيخ مبارك أمير الكويت وعبد العزيز أمير أرضه تخلو عن الاتراك وإننا نعرض عليكم أميراً على أرضك لا تضيع الفـرص على أهليكم يا شجاع نقدر فيك الموقف نعرض عليك لانك أحق من غيرك.

السير بورسي كوكس

الحاكم الملكي لبريطانيا العظمى

العراق 1915 م))).

هاجر الأمير عجمي السعدون إلى تركيا بعد خسارة مملكة المنتفق الحرب وسقوط العراق بيد بريطانيا العظمى وقد تم منحه مقاطعة زراعية هناك من قبل الدولة العثمانية. يذكر الكاتب فهد المارك، نص الرسالة التي وجهها كمال أتاتورك للأمير عجمي السعدون عند قدومه لتركيا، وذلك في كتابه من شيم العرب، ج1، ص:103، وقد أرسلت الرسالة في الفترة التي سبقت انقلاب أتاتورك على العثمانيين وقد ترجمها للعربية الدكتور أمين رويحة (((حضرة شيخ مشايخ العراق عجمي باشا. استبشرت بتشريفكم إلى ديار بكر، وكنت قد سمعت عن سجاياكم ورجولتكم وارتباطكم بمقام الخلافة المقدس، وأنا عندما كنت في الحرب المنصرمة في قيادة الجيش الثاني في ديار بكر وقيادة الجيش الرابع في حلب ممااحدث لكم في قلبي محبة كبيرة.....))) ويكمل المؤلف فهد المارك بعد عرضه نص الرسالة في كتابه من شيم العرب (((والشيخ عجمي الآن يقطن البلاد التركية حيث أدى به وفاؤه إلى ان ناضل في صف الأتراك إلى آخر لحظة، ولم يقف به وفاؤه إلى ان قاتل بجانبهم في بلاده العربية فحسب بل ذهب يناضل بجانب الجيوش التركية في قلب بلادها إلى ان هجر وطنه العراق.وهكذا ذهب البطل ضحية لوفائه حيث خسر زعامته في العراق واملاكه التي لاتحصى وبقي في تركيا لاجئا))).

تذكر المس بيل، والتي عملت في العراق مستشارة للمندوب السامي البريطاني بيرسي كوكس ،و توفيت عام 1926 م، في كتابها فصول من تاريخ العراق القريب (((في ظل الأسرة الحجازية الجبارة، أسرة السعدون والتي لعبت دورآ لا يستهان به في تاريخ المنطقة الحافل، قبائل المنتفق تشكل دومآ مصدر إزعاج للسلطات البريطانية، وخصوصآ وأنهم رؤوا أمراءهم السابقين (السعدون) متمسكين بكبرياء وتقاليدهم القتالية التي جعلتهم في معزل عن أي مساهمة أخرى في حكم البلاد، مما قوى دعاويهم، ولم يسهل أمرنا في أراضي المنتفق حتى عام 1919))).
بعض الاقوال عن أسرة السعدون ومملكة المنتفق واتحاد قبائل المنتفق من عام 1530 م إلى 1918 م

لم تظهر على مسرح الحوادث في تاريخ العراق الحديث أسرة نبيلة تولت الامارة، وتحكمت في مقدرات العراق ومصائره دهرا طويلا من الزمن مثل أسره السعدون المعروفة. فقد بسطت نفوذها على القسم الأعظم من العراق الجنوبي مدة تناهز الأربع مئة سنة، وتولى شيخة قبائل المنتفك وإمارتها ما يزيد على العشرين شيخا من أبنائها البارزين. وقد كانت هذه الأسرة العربية الكريمة أول من بعث الفكرة العربية من مرقدها في العراق الحديث ،وحمل راية النضال من أجلها بالدم والحديد في وجه الأتراك والايرانين، بعد أن دثرت وانطمست مآثرها على أيدي المغول الأثيمة.

والحق أن تاريخ العثمانيين في العراق، خلال الحقبة الطويلة التي حكموا فيها، كان تاريخا حافلا بالغزوات والحملات التي كان يجردها الباشوات المتعاقبون في بغداد لتأديب الثائرين من آل سعدون في الجنوب والمتمردين من آل بابان في الشمال. وان دل هذا على شي فانه يدل على أن العنصرين الكبيرين الذين يتألف منهما العراق في يومنا هذا كانا يقفان أبدا ودوما في وجه الحكم الأجنبي والتسلط الغريب.

وقد كان العثمانيون يشعرون بثقل العبء الملقي على عاتقهم في هذا الشان، ولذلك كان تصرفا تهم وخططهم التي رسمت خلال مدة حكمهم كلها ،ولا سيما في عهودهم الأخيرة، تستهدف ضعضعة الأسرة السعدونية القوية والقضاء عليها بالحركات العسكرية والتدابير الإدارية ،والعمل على انقسامها فيما بينها.

(جعفر الخياط - صور من تاريخ العراق في العصور المظلمة)

فان المنطقة الممتدة من القرنة إلى الناصرية، ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية، تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون.

(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)

مامن قبيلة عراقية تضاهي المنتفق في الأهمية ولا عائلة شيوخ تضاهي عائلة سعدون - شبيب التي أسست في أواخر القرن السابع عشر مملكة المنتفق على الفرات الأدنى والتي جلبت في الحرب العالمية الأولى - عندما كانت تلك المملكة قد سقطت - لاسم المنتفق الفخر والاعتزاز مرة أخرى.

(ماكس فرايهير فون أوبنهايم - البدو ج3)

آل السعدون أصلهم من الحجاز فقد هاجروا إلى العراق في أوائل القرن العاشر وحكموا المنتفق، وهم ينتسبون إلى جدهم الأعلى سعدون بن الشريف محمد وينتهي نسبهم إلى الأمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب --....كانت لهم امارة انتشرت رقعتها ونفوذها حتى اصطدمت هي والنفوذ العثماني مرات عديدة... ومن أطرف مايذكر عن آل السعدون أنهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب, ولآل السعدون فضل في رد الفرس عن العراق أكثر من مرة, كما حارب آل السعدون الأحتلال الإنكليزي بقيادة أعجمي السعدون.... وآل السعدون كانت لهم أمارة كبيرة تضم السماوة والمنتفق وأبو الخصيب والعمارة والبصرة.

(القبائل والبيوتات الهاشمية في العراق) لمؤلفه: يونس الشيخ إبراهيم السامرائي.

آل سعدون هم عائلة شريفة هبطت العراق في أوائل القرن العاشر للهجرة وأسسوا فيه إمارة كبرى دامت أربعمائة سنة تقريباً وقد تولى المشيخة منهم شيوخ كثيرون. وهم قوم يرجعون بأنفسهم إلى الحجاز وبأنسابهم إلى أشارف الحجاز وأمرائه فهم قرشيون هاشميون علويون.

(تاريخ السعدون - المؤرخ عبد الله الناصر)

فان المنطقة الممتدة من القرنة إلى الناصرية، ومافيها من مستنقعات وأهوار الشلب وبساتين النخيل والبادية، تسكنها الآن حوالي خمسين قبيلة ذات أصل مختلف كانت كل منها تؤلف في وقت من الأوقات جزءا من مجموعة قبائل المنتفك في ظل الأسرة الحجازية الجبارة, أسرة السعدون.

(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)

لقدأورثت المنتفق لباشا بغداد ودولته ،متاعب جمة ،وفي الوقت الذي تريده...

(كارل بروكلمان - تاريخ الشعوب الإسلامية)

لقد أستطاع الشريف حسن، ومن بعده أبنائه واحفاده، من إنشاء أتحاد عشائري ضخم سمي " المنتفق " أو " المنتفج " تحت رئاسة وقيادة آل سعدون، أستمر حتى أيام مدحت باشا سنة 1871 مستقلا يتمتع بنفوذ ذاتي لا علاقة له تقريبا بالحكم العثماني أن النزعة الأستقلالية لعموم العراق لم تكن خافية على أحد، ولم يكن آل سعدون يترددون من الأعلان عن عزمهم على تحقيق استقلال العراق. رغم أن الظروف والضرورة ألجأت بعض القادة من آل سعدون إلى التعامل مع السلطات العثمانية في اطار من التعاون والتحالف للقيام ببعض المهمات العسكرية المشتركة.

(حليم حسن الأعرجي - كتاب (آل الأعرجي _أحفاد عبيدالله الأعرج).)

ليس بخاف على من له اطلاع على تاريخ آل سعدون، ذوي الشرف الباذخ والعز الأثيل أنهم جعلوا من (اتحاد) المنتفق قدوة للعشائر والقبائل، حاربوا به العثمانيين والفرس وأنزلزا بهم الهزائم...

(يعقوب سركيس - مباحث عراقية -ق 3)

فمن أجل عشائرها عشيرة المنتفك – وهي ذات كثرة وتفرع إلى عدة قبائل، فمن قبائلها : بنو مالك، والأجود، وبنوسعيد، وبنو ركاب، والخفاجة، والطوينات، والشويلات، والطوكبة، والبدور، والشريفات، والجمعيات، والماجد وآل صالح، والزهيرية، وشمر الزوابع، وشمر العبيدات وبنو سكين، وبنو تميم، والسليمات، والعيايشة، والبراجقة، والغزيوي، والعوينات، والفضيلة، وبنو نهد، وعبوده، والمجاوعة، وخرسان، وأمارة وربيعة، وكويش، وسراج، وآل دراج. وغير ذلك من القبيلة الكثيرة التي يطول بيانها. وكذا في جهة الغراف قبائل كثيرة للمنتفك يطول بيانها. وأنما اقتصرنا على بعضها ليعرف عظم عشائر المنتفك وأكابرهم آل شبيب وأكابر آل شبيب آل سعدون.

(عنوان المجد في بيان أحوال بغداد والبصرة ونجد – إبراهيم فصيح الحيدري)

قد كان لأسرة السعدون أثر واضح في تاريخ العراق ،وهم أول من فكر في تأسيس حكومة عربية تعيد مجد العرب...

(القاضي أحمد نور الأنصاري - النصرة في أخبار البصره)

فإن هؤلاءالمنتفق، العرب مضرة، عجزت الولاة عن كسر شوكتهم وذلت الوزراء عن درء أذاهم....

(عبد الرحمن السويدي - حديقة الزوراء في سيرة الوزراء)

إن اتحاد المنتفق، أقوى الاتحادات العراقية وأكثرها عددا... وفي مقدوره أن يقدم إلى ساحة المعركة ما يقارب من (50) ألف مقاتل ،بفضل اتحاد قبائله ورؤسائه من آل شبيب... (إنه) اتحاد مخيف، بل مرعب لقوى الدولة وللقوى الأخرى، طالما جرع الكثيرين هزائم لا تنكر...

(الكسندر أداموف - ولاية البصره في ماضيها وحاضرها)

كانت العشائر العربية والمدن العربية هي التي حفظت للعراق وجهه العربي خلال القرون الماضية، وقد وجد العثمانيون منذ أن استولوا على العراق ،أنهم أمام مجموعات عشائرية قوية لها كيا نها وسيطرتها، وخاصة في الجنوب ،الذي كانت تغطيه عشائر المنتفق، ذات المسؤوليه الكبيره داخل العراق وخارجه ,التي كونت إمارة عربية متمتعة با ستقلال كبير.....

(د.عبد العزيز سليمان نوار - تاريخ العراق الحديث)

إن المنتفق ناضلوا نضالا باهرا طوال العهد العثماني، وهم ذوو الأنفس الأبية والشيم العربية، الكماة المشهورون والحماة المذكورون... فكم وال خذلته ورجع بالخيبة وكانت تعقد عليه الآمال. وتاريخ المنتفق صفحة كاشفة لسياسة العشائر في العراق، تجلت بأظهر أوضاعها، شادوا مكار الأخلاق، وبنوا للحرب أرفع رواق...

(عباس العزاوي - عشائر العراق -ج 4-)

إن عربان المنتفق أصل الفتن والاضطربات في بغداد والبصرة، فهمجمرة الحرب وأشجع العربان، ومنشأ القلاقل... في رؤوسهم المغافر وعلى أبدانهم الدروع الذهبية، وإن خمسة عشر منهم يقابلون ألفا ،اعتادوا الرمي بالقوس على ظهور الخيل، يلعبون برماحهم في الهيجاء بصورة لا مثيل لها.... وعلى قلتهم لا يوازيهم أحد، فالفارس منهم يهاجم الصفوف دون مبالا’....

(يوسف عزيز المولوي - قويم الفوج بعد الشدة)

لقد كان تحالف المنتفق يتمتع باستقلال فعلي عن السلطة التركية منذ أواخر القرن السادس عشر حتى عام 1871....

(حنا بطاطو - العراق، الطبقات الاجتماعية والحركات الثورية - الكتاب الأول)

وفي الواقع فإن تاريخ المنتفق الطويل يشهد على محاولاتها الدائبة للتملص من سيادة بغداد، كلما سنحت الفرصه. واستيلاؤهم البصره غير مرة، دليل واضح على نواياهم تلك، وفكرة تأسيس حكومة عربية في البصرة تعيد مجد العرب أزاء تسلط الترك، لم تكن بعيدو عن أذهان قادتها، غير أن اضطراب الأوضاع السياسية في أواخر عهد المماليك وازدياد الضغط القبلي على المنتفق والمخاوف القائمة من أعمال الوهابيين العسكرية في جنوبي العراق، لم تكن تسمح بأية حال بتحرك عام تجاه مثل تلك الأهداف....

(د. عماد عبد السلام رؤوف - الأسر الحاكمة)

في ظل الأسرة الحجازية الجبارة، أسرة السعدون والتي لعبت دورآ لا يستهان به في تاريخ المنطقة الحافل، قبائل المنتفق تشكل دومآ مصدر إزعاج للسلطات البريطانية، وخصوصآ وأنهم رؤوا أمراءهم السابقين (السعدون) متمسكين بكبرياء وتقاليدهم القتالية التي جعلتهم في معزل عن أي مساهمة أخرى في حكم البلاد، مما قوى دعاويهم، ولم يسهل أمرنا في أراضي المنتفق حتى عام 1919....

(المس بيل - فصول من تاريخ العراق القريب)

إيجاد الفكرة العربية وبث القضية من مرقدها ومحاولة استرجاع الدولة العربية التي كانت معرسة في هذا القطر فإن أول من استفز للقضية بعد أن درت ومزقتها أعمال المغول والتتار والأتراك والفرس هم آل سعدون فأول ساع للبعث وأول دماغ حمل الفكرة الصالحة وهو دماغ الشيخ ثويني العبد الله فسعى لعقد حلف عربي يتكون من أضلاع ثلاثة عقيل وخزاعة والمنتفق تكون غايته طرد الأتراك من العراق وتأسيس دولة عربية

(المؤرخ عبد الله الناصر - تاريخ السعدون -((قسم مآثر آل سعدون))-)

عندما يترعرع الصبي يعلم الرماية والفروسية ويعود على احتمال المشاق ومواجهة المخاطر والصعوبات ويلقن استهجان الموت الطبيعي والاستخفاف به وقد بلغ منهم هذا أنه إذا أصيب الصبي بجرح وجيء به لأهله مضرجا بالدماء يقابله أهله وذووه بقولهم (عريس عريس) وتتعالى الزغاريد وتقام الأفراح والولائم.

(المؤرخ عبد الله الناصر - تاريخ السعدون -((قسم تقاليد آل سعدون وعاداتهم الأجتماعية))-)

وماكاد يحل القرن الثاني عشر حتى انتشرت الفوضى في نجد وعم الانقسام، وتوسعت الفرقة، وتفرقت الكلمة، وتعددت الامارة والمشيخات ,فكانت الأمارة في العيينة لآل معمر، وفي الدرعية لآل سعود، وفي الرياض لآل دواس، وفي الأحساء لبني خالد، وفي نجران لآل هزال، وفي حائل لآل علي، وفي القصيم لآل حجيلان، وفي حدود نجد الشمالية وجنوب العراق لآل شبيب.

(حسين خلف الشيخ خزعل – تاريخ الجزيرة العربية، ج1)

وقد هاجروا من الحجاز إلى بلاد ما بين النهرين في أوائل القرن السادس عشر. وفي ظل عائلة السعدون حافظ اتحاد المنتفق على استقلاله من الأتراك حتى سنة 1863.

(ديكسون - كتاب الكويت وجاراتها، ج1 -((عند حديثه عن أسرة آل سعدون))-)

هذه قوام الامارة وظهورها بمجموعات كبيرة منها يتكون اللواء المعروف ب"لواء المنتفق". كانت بينها وحدة عظيمة يرجع الفضل فيها إلى أمراء المنتفق، ومواهب القدرة والجدارة فيهم بادية وغالب وقائع العراق مما يخصها، أشتغلت الحكومة كثيراً بل أذاقت السلطة الحاكمة العطب. لم تذعن لضيم. وقدرة امارتها ظهرت في حسن ادارتها، والطاعة المطلوبة من العشائر مقرونة بالاذعان الصادق. وفى نفرة الاجنبى مشهودة في ما جرت من حروب.

(المؤرخ عباس العزاوي – عشائر العراق -((متحدثا عن العشائر في امارة المنتفق وآل سعدون))-)

أحدثت دويا في تاريخ العراق، وخذلت قوى الجيش العثماني مرارا عديدة، وحكمت البصرة زمنا طويلا، وزاد نطاق سلطانها إلى أكثر مما هو معروف اليوم من حدود لواء المنتفق.

(المؤرخ عباس العزاوي – عشائر العراق -((متحدثا عن امارة المنتفق))-)

وكانت رئاسته محصورة فيهم، وهم بدو في معايشهم. توالوا في الرئاسة ويفهم مكانتهم من وقائعهم التاريخية، وكانت امارتهم كبيرة عظيمة النفوذ.

(المؤرخ عباس العزاوي – عشائر العراق -((متحدثا عن آل سعدون وامارة المنتفق))-)

ان تاريخ تكون الامارة قديم. وذلك أن عشائر المنتفق كبيرة وكثيرة، وليس من المستطاع أن تذعن لبيت. وانما القدرة في هذا البيت جعلتها تذعن وبالتعبير الاصح ان الحوادث وتواليها جمعتها في الرئاسة ذات المواهب... ولم يخل بها أو يضعضع أمرها ما قامت به الدولة العثمانية من حركات عسكرية للقضاء عليها بل مكنتها، فاثبتت الكفاءة بإدارة عشائرها والجدارة بحزم في التفاهم معها.

(المؤرخ عباس العزاوي – عشائر العراق -((متحدثا عن امارة المنتفق وآل سعدون))-)
المصادر

نهاية الأرب في معرفة أنساب العرب، القلقشندي.
من أخبار البادية في نجد من 500الى 850 هجرية، أيمن النفجان.
عشائر العراق، المؤرخ عباس العزاوي.
ولاية البصرة في ماضيها وحاضرها، الكسندر اداموف.
كتاب ولاية البصرة - من كتاب (سياحة نامة حدود) جولة بالمناطق الحدودية بين الامبراطورية العثمانية وفارس، خورشيد باشا.
كتاب الخبر العيان في تاريخ نجد، المؤرخ والشاعر خالد الفرج.
عنوان المجد في أحوال بغداد وبصرة ونجد - السيد إبراهيم فصيح الحيدري.
البدو ,(قسم المنتفق) ماكس فرايهير اوبنهايم.
القبائل والبيوتات العراقية الهاشمية في العراق - للشيخ يونس إبراهيم السامرائي.
أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث، ستيفن همسلي لونكريك.
تاريخ الجزيرة العربية، المؤرخ حسين خلف الشيخ خزعل.
كتاب ذكرى السعدون، لمؤرخ الشيخ علي الشرقي.
المس بيل، فصول من تاريخ العراق القريب، ترجمة: جعفر الخياط، (بيروت – 1971 م).
الكويت وجاراتها, ديكسون.
تاريخ ابن عيسى – المقتطع من خزانة التواريخ النجدية، إبراهيم بن صالح بن عيسى.
التحفة النبهانية في تاريخ الجزيرة العربية (قسم امارة المنتفق)– للنبهاني.
تاريخ الأحساء السياسي (1818 – 1913)،الدكتور محمد عربي نخلة.
أمراء وغزاة.. قصة الحدود والسيادة الإقليمية في الخليج (دراسة وثائقية)،الدكتور عبد العزيز عبد الغني.
امارة المنتفق واثرها في تاريخ العراق والمنطقة الإقليمية، د حميد حمدالسعدون.
تاريخ امراء المدينة المنورة، د.عارف عبد الغني.
تصاویر زیباسازی نایت اسکین
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://ashiretbnisaeed.yoo7.com
 
هجرات القبائل والعشائر والحواضر إلى مملكة المنتفق وأسبابها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مختصر عن قبیلة بنی مالک فی امارة المنتفق
»  موسوعةقائمة نسب واصول قبائل العرب ابوشمس القبائل والانساب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع رسمی لقبیلة بنی سعید :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول - قبایل بنی سعید-
انتقل الى: